جزء فيه ما انتخبه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني لابنه أبي ذر
تأليف:، أَبو القَاسِمِ، سُلَيْمَانُ بن أَحْمَدَ بن أَيُّوبَ بن مَطِير اللَّخْمِيُّ الشَّامِيُّ الطَّبَرَانِيُّ
تحقيق : أبو بسطام الكناني محمد مصطفي
الانْتخَابُ:
هو أنْ يقتَصرَ الطالبُ على بعض أحاديثِ الشيخِ على سَبيلِ الِانتِقَاءِ وبعض ما عند شيخِه، أو على بعضِ الأحَادِيثِ
من أصلِ الشَّيخِ في ذلك المَجلِس، ومُعَيِّنًا لتلك الأحاديث ومُنتَقِيًا لها.
وكان النُّقادُ من العُلَماءِ قديمًا لا ينْتَخِبون إلا اضطِرارًا ربما لضِيقِ الوقتِ أو لغيرِه، وربما يندَم أحدهم على ذلك بعد ذلك،
وقد قال الإمامُ يحيى بنُ معين:
«صَاحِبُ الِانْتِخَابِ يَنْدَمُ وَصَاحِبُ النَّسخِ لَا يَنْدَمُ»،
وقال أيضًا: «الَّذِي يَنْتَخِبُ الْحَدِيثَ إِنَّمَا يَأْخُذُ النُّخَالَةَ وَيَدَعُ الدَّقِيقَ»،
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: «مَا انْتَخَبْتُ عَلَى عَالِمٍ قَطُّ إِلَّا نَدِمْتُ».
ويبدَأُ الطَّالبُ بانْتِخَابِ بعضِ الأَحَادِيثِ عن شَيخِه أو يوكِّل مَنْ هو أَعرفُ بالحَدِيثِ منه لينسَخَ له،
فيكتَفِي الطَّالب انْتِقَاءِ وانْتِخَابِ قَرِينِه له لكونَ الطالِبُ وَارِدًا على تلكَ البلَادِ وليسَ بمُقِيمٍ فيهَا.
لعُلماءِ الحَديثِ جهدٌ كبير في تَدوينِ السُّنةِ وحِفْظهَا، ومن دَوَاعِي حفْظِهَا هو إِسْمَاعهَا، ومن مَفاخِرِ إسماعها هو إحضارُ أبنائهم تلك المجالسِ، واصطِحَابِهم في مجالس حديثهم في صغرهم ليَنَالوا بَرَكَة تلكَ المَجَالِس،
ومُزَاحَمَة العُلَمَاء على الرُّكبِ ليَنَالوا برَكَة سَمَاع حديثِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
ولو نظَرنَا إلى طَبقاتِ السَّماعِ التي تكونُ في آخرِ كلِّ كتابٍ وجزءٍ حَدِيثِي لوجدتَ ذلك واضِحًا لَائحًا جَليًّا
حتى في هذا الجزء الذي بين أيدِينَا منِ انْتِخابِ الطَّبرَانِي في نسخة الظاهرية (ق/239/أ):
قَرأتُه على الشيخِ المسنِدِ الصالحِ الخَيِّر بهاء الدين أبي محمد رَسلَان بن أبي الموفَّق إسماعيل الذَّهبي
بسَمَاعِه فيه أصلًا فسَمِعَه ابني أحمد حَاضرًا في أوَّلِ الثَّالِثَة، وأُخْتُه فَاطمة في الخَامسَةِ
وابِنَا عَمِّهمَا الشيخ عماد الدين أبي بكر عبد الله وعبد الرحمن في الخَامسَة.
وهذا الانتخاب والأمالي هي للإِمَامُ، ، أَبو القَاسِمِ، سُلَيْمَانُ بن أَحْمَدَ بن أَيُّوبَ بن مَطِير اللَّخْمِيُّ الشَّامِيُّ الطَّبَرَانِيُّ
عدد الصفحات: 101
سنة النشر: 2025
المراجعات
لا توجد مراجعات حتى الآن.