المجلس الأول في ختم البخاري من كتاب التذكرة في مجالس الكرام البررة
تأليف:شهاب الدين أحمد بن صدقة بن أحمد بن الحسين الصيرفي 905 هـ
ويليه ختم صحيح مسلم
لعبدالقادر محمد النعيمي 927 هـ
تحقيق أبو بسطام الكناني محمد مصطفي
تعتبرُ كُتُب الأختامِ ذات أهمَّيةٍ لا يُغفَلُ عنها لما تَحتَويهِ تلكَ الأختَامِ على بيَانِ مَناهجِ العُلماءِ والمُؤلِّفينَ في كُتُبهِم،
وكذلك شَرْطِهم في كُتُبِهِم وإظهَار مَحاسِنِ تلك الكُتبِ وبَراعَة مؤَلِّفِيهَا في وضْعِهَا، وحُسن تَرتِيبِهَا وبيان أسانِيدِهِم عن مؤلِّفي تلك الكتُبِ.
وتَهتَمُ كتبُ الأختَامِ بالحَدِيثِ عن آخرِ الأحادِيثِ التي وردَتْ في كُتبِ مُؤلِّفِيهَا،
ومنهجِ العلمَاءِ في تلكَ الخُتُومِ، وبيانِ وتحدِيدِ شَرطِ الكتابِ.
ومن عَادةِ المؤَلِّفِينَ في كتُبِ الأَختَامِ أنَّهُمْ يشْرَحُونَ آخرَ حَديثٍ في «صحيح البخاري»،
ويُضِيفُونَ عَليهِ ما هوَ مُنَاسِبٍ من فوائِدَ عِلميَّةٍ ونكَاتٍ خَفِيَّةٍ، وتُنْشَدُ بحضْرَتِهِم القَصَائِدَ أو المَدَائِح الزُّهدِيَّةِ
ويُختَمُ المَجلِس بالدُّعَاءِ، ثم يكُون بعدَ ذلك الطَّعام بمناسَبَةِ الخَتمِ الذي يُدَعَى إليهِ الحَاضِرُونَ.
وفي كثيرٍ من كُتبِ الأختَامِ يتَنَاول مؤلّفِ الخَتْمِ سِيرَة العَالِمِ صاحِبِ الكِتابِ المَخْتُومِ قِرَاءَته،
فيذكُرُ تَرجمتَه بشيء من الِاختصَارِ وذكرِ شيءٍ من مَنَاقِبِه وفَضَائِلِه،
ويتَكَلَّمُ عن مُصَنَّفاتِه ومَؤلَّفَاتِه ومَكانَةِ كِتَابِه بينَ هذه المؤلَّفَاتِ وتلكَ المُصَنَّفَاتِ، وخَصَائِص الكتَابِ ومنهَجِ المؤلَّفِ فيهِ ومَكَانَةِ الكِتَابِ.
فتُعْتَبرُ كتبُ الأختَامِ مَرْجِعًا مُهِمًا في دِرَاسَةِ مَناهِجِ العُلماءِ،
فيَنبَغِي على كلٍّ من رَامَ دِرَاسة منهجِ أحَدٍ منَ العُلمَاءِ من أصحَابِ الكُتبِ المُصَنَّفَةِ ألَّا يَغْفَلَ عنْ دِرَاسَةِ كتُبِ الأختَامِ.
والإمامُ الصَّيَرَفيُّ صاحبُ هذا الختمِ الذي بين يدَيكَ هو أَحدُ أقرانِ الحَافظ السَّخَاوي
وكلاهما من نُجبَاءِ تَلامِذَةِ مَفْخَرَةِ أرض الكَنَانةِ مَصر الحَافظِ ابن حَجَر العَسقَلَانِيّ.
وقد أَلَّفَ هذا الخَتم على نِظَامٍ بَدِيعٍ كأنَّهُ لم يُسبَقْ إليهِ، فقَدْ وضَعَهُ على الفُنُونِ والعُلُومِ، ووَضَعَه على ثَلَاثِينَ فنّ من فُنونِ العُلومِ.
وكذلك ختمُ النُّعَيْمِيّ فيه بعض الفوائد الهامة لصحيح مسلم.
عدد الصفحات: 146
سنة النشر: 2025
المراجعات
لا توجد مراجعات حتى الآن.