أحكام القرآن للإمام الشافعي
تحقيق: أبو عامر عبدالله شرف الدين الداغستاني
الناشر : آفاق المعرفة
عدد الصفحات: 480
تاريخ الإصدار: 2020
هذا هو كتاب «أحكام القُرَان» الذي اعتقد جميعُ الباحثين المعاصرين أو جلُّهم أنه ممَّا فُقِدَ من تراث الإمام الشافعي ..
هذا هو كتاب «أحكام القُرَان» الذي هو من تأليف الشافعي، لا الذي جمعه البيهقي من متفرِّقِ نصوصه.
كان هذا الكتاب مشعَّثًا، مقطَّع الأوصال، في ثلاثة مواضع مفرَّقة من «الأم»، ما تسبَّبَ في شيوع القول بفقدانه،
كما تسبب ذلك في غياب جوهرِ الكتاب وغرضِه الرئيس وبِنيَتِه الأصولية المنهجيَّة
والتي من أجلها عدَّه البيهقي من «كتب الشافعي التي تجمع الأصول وتدل على الفروع».
كان الكتاب كذلك حتى اهتدى المحقِّقُ لنسخةٍ خطيةٍ لكتاب «أحكام القُرَان»،
كانت منارًا للطريق، وسببًا لإزاحة غبار الأوهام المحيطة بهذا الكتاب.
وقد قدَّم المحقِّقُ بين يدي الكتاب فصولًا تحدَّث فيها عن اكتشافه للكتاب،
وبحث ما يتعلق بمضمون الكتاب وإثبات مادَّته وغيرها من الأبحاث التي تكشف الغطاء عن هذا الكتاب الجليل.
كتاب أحكام القرآن للإمام الشافعي
دراسة وتحقيق أبي عامر عبد الله شرف الدين الداغستاني
أشاد الأخ الكريم بن جدو بلخير بهذا الكتاب وبمحققه في مشاركة له،
بقوله: مما تزيّنت به المكتبة الاسلامية كتاب :
أحكام القرآن لسيدي الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه
وهو من تأليفه وليس هو كتاب أحكام القرآن الذي جمعه البيهقي ويُكتب على طُرّته أنه للشافعي
فإن هذا جمعه البيهقي من كتابه “الأم” فقط
أما المكتشف فهو من وضع الشافعي نفسه
…
اكتشاف الكتاب كنز يُضاف إلى المكتبة الاسلامية ومن توفيق الله للمحقق حفظه الله، انتهى.
وقد سأل أخي الكريم بلخير عن سبب عدول المحقق عن العنوان الذي على المخطوطة بقوله:
وكتاب أحكام القرآن موضوعه تفسير آيات الأحكام وهو في باب النساء فقط
وعلى طُرّة المخطوط كُتب هذا : أحكام القرآن فيما يتعلّق بالنساء
والمحقق الفاضل لعل له رأيا في عدم إثبات هذا على النسخة المطبوعة
***
ولما من الله عليَّ بالحصول على نسخة ورقية من هذا الكتاب،
فقد كان لزاما علىَّ أن أعرف به من خلال عمل المحقق وأجيب عن التساؤلات السابقة
***
نشرت شركة آفاق للنشر والتوزيع الطبعة الأولى من هذا الكتاب عام 2020م،
مع مقدمة للمحقق حتى ص 69، ويقع الكتاب مع المقدمة و الفهارس في 479 صفحة،
★ وقد أدي اجتهاد المحقق في البحث عن أصل كتاب أحكام القرآن الشافعي إلى:
✓ أن الكتاب موجود مخطوطا ومطبوعا في كتاب الأم،
حيث أن كتاب الأم في أصل وضعه هو مجموعة من كتب الشافعي مضمومة إلى بعضها،
وأن ترتيبها الحالي مأخوذ عن ترتيب البلقيني،
[ قلت ولعل سقط من النسخ التي أعتمد عليها في ترتيب محتويات كتاب الأم النص على بداية كتاب أحكام القرآن فيه]
وأن الإمام الشافعي قد أشار إليه في كتاب الأم
وأن المزني قد نقل عنه في 20 موضعا وجدت في كتاب الأم،
ونقل عنه البيهقي في كتاب المدخل والسنن الكبير، ومناقب الشافعي
ونقل عن الكتاب غير واحد من فقهاء الشافعية، والأصوليين
ووجد المحقق نسخة من الكتاب في المكتبة الظاهرية وأخرى في المكتبة السليمانية،
ومحتوى الأخيرة مطابق لما في كتاب الأم،
واكتشف أن نسخة الظاهرية شرحا لكتاب أحكام القرآن للشافعي مع وجود سقطا فيها،
ووجد أربع نسخ مخطوطة من الكتاب في كتاب الأم يبتدأ الكتب في بعضها بالبسملة
ثم بعنوان جماع عشرة النساء، وفي البعض يبتدأ بعنوان: جماع عشرة النساء.
وقد تأكد للمحقق بأدلة كثيرة ذكرها أن الكتاب تام وأن أحكامه لا تعدوا أبواب النكاح والطلاق وبعض الشهادات والأقضية،
وقد ذهب المحقق إلى أن عنوان الكتاب هو أحكام القرآن، من باب التسمية بالعام وإن كان المحتوى خاص في الغالب بالنساء،
وأيضا استنادا إلى أن ما ذكر في عنوان المخطوطة (فيما يتعلق بالنساء) فإنما زيدت على العنوان للتوضيح
✓ وقد كان هذا الكتاب من كتب الشافعي التي ألفها بعد كتابه الرسالة ومن مبتكراته،
أولا في التصنيف في أحكام القرآن بالمعنى المعروف
وثانيا في التطرق لأحكام النساء في كتاب مستقل،
وثالثا في صياغته الأصولية والتطبيق الأصولي بعد كتابه الرسالة ومع كتابه اختلاف الحديث
✓ وكان من طريقته في كتاب أحكام القرآن:
أولا ذكر ترجمة الباب المعني بالشرح من أبواب العلم
ثانيا : ذكر الآية أو الآيات التي تمثل أصل الباب .
ثالثا ذكر المأثور المعتمد عنده في تفسير الآية أو الآيات
رابعا : ذكر المسائل التي يستنبطها من الآية أو الآيات دون أن يغرق في التفاريع والتفاصيل .
خامسا : ذكر الخلاف في الباب ، وقد يكون في مسألة واحدة من مسائله ، أو في عدد من المسائل ،
وأغلب ما ذكر منه خلافه مع الحنفية ، وبعضه مع المالكية أو غيرهم
✓ الفرق بين كتاب البيهقي أحكام القرآن للشافعي
وبين كتاب أحكام القرآن للشافعي
كتاب البيهقي
جمع نصوص الشافعي في كتبه المختلفة المتعلقة بتفسير الآيات ،
واستنباط أحكامها ، أو مجرد الاستدلال بها على بعض القضايا ،
وزاد علی ذلك في آخره بابا خصه للتفسيرات المروية عنه خارج الكتب المعروفة من تأليفه .
وعليه فهو أشمل من كتابنا باعتبار المادة المتعلقة بتفسير آيات الأحكام ،
وإن كان كتابنا أكثر تفصيلا في تفسير الآيات المتطرق لها فيه ، ذلك أن البيهقي يختصر كلام الشافعي حال انتقائه له .
ومما ينبغي ملاحظته هنا أن الشافعي في تفسيره لآيات الأحكام في موقفين اثنين :
أولهما : موقف انتقاء ما يراه الأولى بالآية من مأثور التفسير وروايته .
وثانيهما : موقف استنباط المعاني الدقيقة من الآية بناء على تفسيرها المختار عنده .
وتميز الشافعي بهذا الثاني فوق تمیزه بالأول ،
لكن المحقق وجد البيهقي كثيرا ما يغفل هذا الثاني مركزا في انتقائه على الأول ،
وكأنه بسبب منهجه في لزوم الاختصار ، وإلا لكان الكتاب أكبر كثيرا من حجمه الذي هو عليه .
فجزى الله خيرا الإمام الشافعي، على خدمة كتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ
بما صنف من كتب مبتكرة في الأصول والفروع والاستنباط من الكتاب والسنة
وجزى الله المحقق خيرا على إظهاره هذا السفر النفيس، ومقدمته الهامة لتحقيقة،
وجزى الله خيرا أخي الكريم بلخير أن كان سبب في الإجابة عن سؤاله وسؤال غير
نفعنا الله وإياكم
المراجعات
لا توجد مراجعات حتى الآن.