الأنس بالراحلين – أمسيات مع السير الذاتية
تأليف: محمد عبد العزيز الهجين
الناشر: مدارات للأبحاث والنشر
سنة النشر: 2022
عدد الصفحات: 328
محمد عبدالعزيز الهجين هو باحث مصري مهتم بالتاريخ والسِّير الذاتية،ت
خرج في كلية الآداب قسم التاريخ بجامعة طنطا. يعيش حاليًا في اسطنبول
ويعمل في مجال نشر الكتب، كما يكتب مع العديد من المواقع.
(الأُنس بالراحلين) يعتبر استكمالٌ لكتابه الأول: مودة الغرباء؛ حكايات من السير الذاتية والمذكرات.
وهو مجموعة مقالات لطيفة كتبها عن طائفة من كتب السير الذاتية التي كان يقرأها يوميًا كل مساء بعد إتمام عمله.
يقول كولردج: (أيَّة حياة مهما كانت تافهة ستكون ممتعة إذا رُويَت بصدق.)
هذا الكتاب
قضيتُ أمسيات مليئة بالحكايا والفوائد والفرائد والغرائب مع السِّير الذاتية، فأحببت أن أسجلها.
ثم أحببت أن أدعوك أيها القارئ الكريم لتشاركني هذه الأمسيات، لعلنا نحظى بشيء من الأُنس بالراحلين.
هذا الكتاب هو أوراقٌ من سيرتي كقارئ وحكايتي مع المذكرات. لقد عايشت هذه الشخصيات في غُربتي،
وفررت من الواقع لعالم الخيال، مصغيًا لهذه التجارب، محاولًا أن أفهم التاريخ من خلال الدروس التي تقدمها هذه الكتب.
لكن وراء ذلك غاية أخرى هي البحث عن دروس عملية تصلح لحياتي؛ كيف عاشوا وواجهوا صروف الحياة وأقدارهم.
كانت هذه القراءات تقوّي عزمي وتشدّ من أزري، وتعلّمني الكثير عن التحمل والصبر.
هي إطلالة على ما يقارب أربعين شخصية أرجو أن تكون إطلالة ماتعة مفيدة على عالم المذكرات والسِّير.
في هذا الكتاب المؤنس
قدَّم المؤلف سِيَر تنويعة من الشخصيات ذات التوجهات المختلفة، منهم الناشرين والصحفيين والأدباء،
ومنهم المناضلين والمفكرين والعلماء، ومنهم القادة ورجال السياسة وأيضًا الجنود.
وهذا التنوع جعل الكتاب لا يُمَل، إذا لم ترق لك سيرة أحدهم، ستسعد بالسيرة التالية.
ستعيش هنا أجواء الحرب، وفجأة تنتقل إلى دهاليز دور النشر والصالونات الأدبية وحكايا الشعراء والأدباء والناشرين.
وستعيش حكايا حزب البعث الصَّدَّامي الذي لن يذكرك سوى بعالم رواية ١٩٨٤.
ثم ستجد نفسك في اسطنبول تشهد الانقلاب على السلطان عبدالحميد برفقة أسعد داغر.
وبعدها ستكون برفقة جبرائيل ورد، الجندي السوري الذي حارب في صفوف الأمريكان ثلاث حروب لا ناقة له فيها ولا جمل.
وستعيش الجو العام في مصر وقت صدور الرواية المحرَّمة: أولاد حارتنا.
ثم تنتقل لتستكشف أسطورة لورنس العرب، وتظل تتنقل هنا وهناك حتى تنتهي بحكاية أول العرب الأفغان، عبدالله عزام.
الكتاب رائع جدا وفتح أمامي مجال واسع لقراءات عظيمة في الانتظار.
يقول محمد إبراهيم
يختار الكاتب شخصياته بعناية شديدة وينقل جزء من سيرتها بحب ليجعل بينك وبينها مودة
ربما كقارئ لاتحب أحد شخصيات الكتاب أو اول مرة تعرف عنها ولكن بأسلوب الكاتب البسيط والحكايات التي يرويها
ستجعلك تبحث وراء سيرة تلك الشخصية لتعرف عنها اكثر
وهذا ماحدث معي في كتابه الآخر ( الأنس بالراحلين)
الكتاب مقسم لخمس فصول
تجد فيها السير والمذكرات ومقالات وحكايات من القرن العشرين
وقصص الأدباء وهي حصيلة قراءة الكاتب ست سنوات في مختلف السير والمذكرات
تجده يتحدث عن ستيفان تسفايج وحياته قبل وبعد الحرب
فلسفة سومرست موم في الحياة
عن جندي عثماني كتب يومياته في الحرب العالمية الأولى واكتشفت بعد وفاة الجندي بفترة كبيرة
يذكر في سير المترجمين
حياة سامي الدروبي والتي قضاها في محبة الادب الروسي وترجمه اعمال دوستويفسكي
المترجم القدير محمد عناني
من اجمل الشخصيات التي تحدث عنها حياة عارف حجاوي في الإعلام ،
شيخ اللغه العربيه محمود شاكر
رحلة ممتعة مع أكثر من شخصية سياسية وأدبية
وحكايات لاتنتهي تقرأ أكثر من مرة
* الاقتباسات:
طلب محمد سعيد محمدية صاحب دار ( العودة/بيروت ) من الشاعر أحمد رامي ان يصدر ديوانه کاملا في مجلد مع واحد،
وعندما ناقش محمدية تفاصيل العقد مع الشاعر أحمد رامي؛ قال رامي: «اكتب في العقد ما تشاء، وادفع ما تيسر لك»،
فألح محمدية على رامي أن يحدد مبلغا فأبى. وعندما رجاه محمدية أن يفعل، رد رامي بأبؤة وحنان
وقال له: «يكفي أن تأتي من بعيد لتفكر في». وهذا من نبل رامي، رغـم أنـه لـم يـكـن ثريا؛
فقد تعيش رامي على ما يأتيه مـن الوظيفة، وكان يتقاضى جنيهيـن عن كل أغنية يكتبها أو ينظمهـا لمحمد عبد الوهاب أو غيره،
ولكنه كان يرفض أن يتقاضى فلسا من أم كلثوم، وتلح عليه فيرفض بكبرياء
– “لقد آمن راسل أن الحرب حماقة وجريمة تقع مسئوليتها على كل الدول المنخرطة فيها.”
– “وتبين له في ذلك اليوم أن الرجل والمرأة العاديين كانا مبتهجَين لوقوع الحرب،
وقد كان يظن قبل ذلك أن الناس مسالمين، وأن الحرب تُفرَض على أناس عازفين عنها بفعل حكومات مستبدة وصولية مكيافيلية.”
– “حيثما يوجد بيروقراطيون؛ تكون الدولة البوليسية هي المثال الأعلى.”
– “يصف الشاعر تشارلز سيميك بكل دقة شعور اللجوء؛
وهو يقول: (حتى الدُمى المبتسمة خلف فتارين المحلات في شارع فيكتور هيجو الأنيق عاملتنا وكأننا هناك لنسرق شيئًا).”
– “حياة الإنسان، كل إنسان، مليئة بالمجابهات السلبية مع غيره؛ مادام هو قد صرف أيامه يعمل وينتج ويتحرك.
والإنسان الكبير هو الذي يستطيع أن ينظر إلى تلك الوقائع الماضية نظرات مُنصِفة وعادلة، مُنزَّهة عن الأهواء والضغائن والأحقاد.”
– “غيَّب الموت المئات من رفاقه، وفَقَد أعزّ أصدقائه؛ لكنهم عدُّوا ذلك جزءًا من ضريبة صناعة عالمهم،
وسقط الموت عليهم في البداية مثل حبيبات المطر الخفيف؛ فتقبَّلوه وحسبوا أن الضريبة لن تتجاوز هذه البدايات،
ولكن الموت سرعان ما تحوَّل إلى زخَّات من المطر الغزير، ومع انتشار حالات الموت في صفوفهم،
لم يعودوا يشعروا بشئ؛ إلا بضرورة الاستمرار من أجل من سقطوا، ولحماية فكرتهم ومبادئهم.”
– “توقَّع غربة تدوم ثلاثة أشهر، وبعدها يعود؛ لكن الغربة أصبحت بالسنوات؛
لأنه شتان بين حساباته وحسابات القدر. فكَّرَ وهو متكئٌ على حافة النافذة في القطار في قول الشاعر: مشيناها خُطًى كُتِبَت علينا”
– “غيرَه يقرأ ليعيش، لكنه يعيش ليقرأ؛ القراءة هي مهربه من تعقيدات الحياة،
وهي على سبيل المفارقة وسيلتخ للتغلغل في هذه التعقيدات بعمق.”
– “تبدو ثقة الإنسان بإمكانياته مانعةً له أن يفكر في تبدُّل الأحوال، في السياسة كما الأدب والفن؛
لا شئ يثبت على حاله، ومن الفطنة أن نتعلم من مشاهد كثيرة أن نتواضع بعض الشئ.”
المراجعات
لا توجد مراجعات حتى الآن.