التبيان في شرح أخلاق حملة القرآن
للإمام المحدث أبي بكر محمد بن الحسين الآجري
شرح: الشيخ عبد الرزاق بن عبدالمحسن العباد البدر
المتوفى سنة 360 هــ
الطبعة الثانية 1445
مجلد : 189 صفحة .
الناشر: دار ابن الجوزي
فهرس المحتويات
الموضوع
المقدمة
باب فضل حملة القرآن .
باب : فضلُ من تعلَّم القرآن وعلمه .
باب فضل الاجتماع في المساجد الدرس القرآن .
باب ذكر أخلاق أهل القرآن .
باب أخلاق من قرأ القرآن لا يريد به الله .
باب أخلاق المقرئ إذا جلس يُقرئ ويُلقن الله ماذا ينبغي له أن يتخلق .
باب ذكر أخلاق من يقرأ على المقرئ .
باب : أدب القُرَّاء عند تلاوتهم القرآن ممَّا لا ينبغي لهم جهله .
باب في حسن الصوت بالقرآن
قال الشارح في مقدمته
«فإن كتاب «أخلاق حملة القرآن» للإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري المتوفى عام ستين وثلاث مائة،
کتاب مبارك، عظيم النفع، كبير الفائدة في باب: آداب حملة کتاب الله-عز وجل- وأخلاقهم، معدود في أوائل المصنفات في هذا الباب العظيم،
أملاه-رحمه الله- في المسجد الحرام بمكة عام أربع وخمسين وثلاث مائة؛ أي: قبل وفاته بست سنوات.

ومن المعلوم أن القرآن كتاب خلق وأدب وتربية؛ ولهذا كان على أهل القرآن وحملته أن يلزموا أنفسهم بآدابه،
وأن يجاهدوا أنفسهم على التحلي بها؛ ليكونوا بذلك من أهل القرآن حقا وصدقا، والتزاما وتأدبا.

وقد سألت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنه- عن خلق رسول الله ؛
فقالت: «ألست تقرأ القرآن؟ فإن ځلق نبي الله-صلى الله عليه وسلم- كان القرآن». [أخرجه مسلم في صحيحه رقم: (746)].

وهذا باب شريف من العلم ينبغي أن تتوافر الهمم على العناية به؛ لأن الناس إذا كان حظهم من القرآن مجرد القراءة؛
لم يظهر عليهم القرآن لا في خلق ولا عمل، بينما إذا أخذ القرآن مأخذ العلم والتدبير والتفقه والمجاهدة للنفس على العمل به؛
ظهر عليهم ذلك، وظهرت عليهم هدايات القرآن.
قال الله تعالى: «إن هذا القرءان يهدي للتي هي أقوم» [الإسراء:9].

فهذه الهدايات المباركات إما تظهر على العبد إذا عني بالتأدب بآداب القرآن، والتخلق بالأخلاق العظيمة التي دعا إليها،
والعناية بهداياته العظيمة.

ولذا كتب الإمام الآجري-رحمه الله- هذا الكتاب العظيم المبارك الذي ينبغي على حملة القرآن على وجه الخصوص
أن يقرؤوه قراءة دقيقة ومتأنية؛ حتى يفيدوا مما حواه من خير عظيم، ونفع كبير، وفوائد جليلة.

وكذلك من لم يكن من حملة القرآن وحفظته إذا قرأ هذا الكتاب أفاده كثيرا حتى يسلك المسلك القويم،
وينهج المنهج السليم، ولربما كان هذا الكتاب طريقا له لمزيد عناية بكتاب الله و على جادة سوية، ونهج قويم.

وينبغي إشاعة هذه الآداب ونشرها في المقارئ ودور القرآن ومدارس التحفيظ؛ ليعم نفعها، ولتتحقق البركة المرجوة،
والخير المنشود، والله الموفق وحده لاشريك له.

وأسأل الله الكريم أن ينفعنا بما حواه هذا الكتاب من توجيهات عظيمة، وآداب رفيعة، وأخلاق عالية
، وأن يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا، وقد يسر الله التعليق عليه بتعليقات يسيرة، أرجو الله أن يكون فيها
معونة على حسن الاستفادة منه، والانتفاع به» اهـ.
المراجعات
لا توجد مراجعات حتى الآن.