الصراع على روح الإسلام في المنطقة العربية
نشر سنة 2024
صدر حديثًا عن دار “مدارات للأبحاث والنشر” كتاب جديد للباحث هشام جعفر
تحت عنوان ” الصراع على روح الإسلام في المنطقة العربية”،
ويضم هذا الكتاب ٣١ مقالا كتب على مدار العامين الماضيين،
حاول خلالها الكاتب أن يتحاور فيها مع الأحداث المنصرمة
ويستخلص ما في تلك الأحداث من مراجعات ودلالات ممتدة وتوجهات مستقبلية.
يقول الكاتب في مقدمة الكتاب إ
أن “روح الإسلام” -الذي يصطرع عليها الجميع – تمثل مجالا خصبًا يمكن من خلاله القيام بعمليات المراجعة
التي هي متطلب أساسي لإعادة فهم موقع الخطابات الإسلامية المتعددة في الزمن المعاصر ومستقبلًا.
ويشير إلى أن الإسلام الذي يتجسد في فهوم متعددة وممارسات متباينة وتشكلات تنظيمية جديدة وقديمة،
سيظل عنصرًا أساسيًا من عناصر تشكيل الواقع الوطني والإقليمي والدولي،
وهذا الزعم يتأتى عن معطيات واقعية ومؤشرات إحصائية؛ فبحسب استطلاع جديد أجرته شبكة “البارومتر العربي؛
فإنا نشهد تحولًا كبيرًا في علاقة الشباب العربي دون الثلاثين عامًا بالدين وممارسة الشعائر الدينية في العالم العربي،
إذ يتزايد عدد من يقبلون على التدين قياسًا بعددهم في عام 2018.
يُشيرُ الكاتبُ إلى أن التعددية في الخطابات والممارسات الإسلامية، هي حقيقة تاريخية ارتبطت بطبيعة الدين الإسلامي ذاته؛
فمع انقطاع الوحي أصبح ما يقدمه البشر هو اجتهادات للنص المنزل – قرآنا وسنة.
وبرغم هذه التعددية التي حكمت مسارنا التاريخي والحضاري ولا تزال؛ فإن المعضلة التي تواجهنا كدول ومجتمعات ومؤسسات دينية،
هي القدرة على إدارة هذه التعددية بعد الاعتراف بها؛ وهو ما يحاول المؤلف أن يناقشه في خاتمة هذا الكتاب.
يؤكد المؤلف
أنه لا يتبني في هذا الكتاب كثيرًا من المفاهيم التي شاعت واستقرت لفهم الحالة الإسلامية
من قبيل “ما بعد الإسلام السياسي” أو “إسلام السوق” أو غيرها من المفاهيم؛ وإن استفاد منها.
ويؤكد كذلك أننا بإزاء أنماط تدين متعددة تتفاعل فيما بينها نتيجة اتصاف المجال الديني بالتعدد والتنوع،
وعلى الرغم مما بذل من جهد على مدى العقد الماضي من محاولات للسيطرة
والتحكم من قبل بعض الأنظمة والمؤسسات على المجال الديني،
فإن هذه الجهود باءت بالفشل لأسباب كثيرة يتعرض لها الكتاب ببعض التفصيل.
يسمح المنهج الذي يتبعه المؤلف في الكتاب بتجاوز وصم الظاهرة الإسلامية من خلال نعتها بالاستثنائية؛
وهو ما يعده الكاتب فخًا وقع فيه المؤيدون والخصوم على حد سواء.
ومن خلال نزع هذه الاستثنائية يمكن ربط ظواهر قد لا يبدو بينها لأول وهلة علاقة ما –
مثل العلاقة بين تصاعد الجدل الديني وبين تفاقم الاستبداد، أو الصخب حول الحجاب
وتسييل القيم السياسية تمهيدا لإعادة تعريف العدو – كما يجري في اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وبتجاوز هذه الاستثنائية يمكن تحليل وفهم مواقف وممارسات الحركات الإسلامية في السياسة
والتي تصرفوا فيها على غرار الأنظمة والحكومات السياسية السابقة التي عارضوها لسنوات عديدة.
نشير ختامًا إلى أن هشام جعفر هو صحفي وباحث مصري ولد في 11 مايو 1964 بمدينة الدقهلية،
تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسة عام 1985 من جامعة القاهرة.
وهو حاصل على الماجيستير في العلوم السياسية من جامعة القاهرة.
وشغل جعفر العديد من المناصب
من أهمها: رئيس تحرير الموقع العربي “إسلام أون لاين”
ويشغل حاليا منصب رئيس مجلس أمناء مؤسسة “مدى”
المراجعات
لا توجد مراجعات حتى الآن.