تعاليق ابن هشام الأنصاري علي سر صناعة الإعراب
تحقيق: أبو الشفاء إسماعيل بن أحمد حامد
يضم هذا الكتاب تعاليق ابن هشام على «سر صناعة الإعراب» لابن جني؛
إذ بلغ من عناية ابن هشام به أن تملك نسختين منه على إحداهما تعاليق على عدة مواضع بخطه،
كتبها ساعة قراءته ومطالعته، معترضًا تارة ومفسرًا تارة أخرى، وربما خطَّأه واستدرك عليه، مع التلخيص لما فات،
والتمثيل لما يحتاج إلى تمثيل، والتنبيه على خلل في الترتيب، وهو لعمري كتاب قَمين بالتعليق عليه.
ويليها تعاليق ابن هشام على «أمالي ابن الشجري (ت542هـ)»،
رأيت جمعها ضمن تراث ابن هشام الذي سوف أخرجه تباعًا،
وإن كان الدكتور/ محمد الطناحي رحمه الله قد أخرجها في حواشي نشرته من «الأمالي»، إلا أنه ترك حاشية اكتفاء،
وأغفل حاشيتين رأسًا، واثنتين نسبة، فرأيت إخراجها مع ربطها بمؤلفات ابن هشام الأخرى، وبعض منها لم يرد له ذكر في مؤلفاته المنشورة.
وهذه التعاليق تكمن أهميتها في النص على بعض أوهام الشجري، ورد مذهبه، والاعتراض عليه في تفسير بعض معاني المفردات،
والتنبيه على اعتزاله من خلال تفسير آية على مذهب المعتزلة، ومنها الاعتراض على غيره كالفارسي وأبي الحسن الأبذي،
ونقله عن الجواليقي وأبي اليُمن الكندي مما لم أقف عليه لهما، والتنبيه على إمامة ابن مالك في اللغة، ورد كلام الفارسي بناء على نقل ابن مالك.
ثم يلي هذه التعاليق أربع رسائل لابن هشام؛
أما الرسالة الأولى
ففي قول الكتَّاب: «الشهور حادي عشرين شهر جمادى»،
غلطه ابن هشام من ثلاثة أوجه، قدمت لها بمقدمة وبيان آراء السابقين فيه.
وأما الرسالة الثانية
ففي «حل لغز ابن الحاجب في تصغير (يحيى)»؛ إذ قد نظم ابن الحاجب فيه تصغيره نظمًا
فقام ابن هشام وشرح هذا النظم وحله مع التقديم له بثلاثة أمور كمدخل إلى فهمه.
وأما الرسالة الثالثة
ففي قولهم: «أول ما أقول إني أحمدُ اللهَ»؛ إذ ضمنها ابن هشام رد السهيلي على أبي علي الفارسي في فهمه كلام سيبويه
وابن السراج في معنى الحكاية حال كسر الهمزة؛ إذ قد فهم الفارسي معنى قولهما على غير وجهه.
وأما الرسالة الرابعة
ففي: «معرفة النطق بمستقبلات الأفعال»،
علق ابن هشام على كتاب «بغية الآمال في معرفة النطق بجميع مستقبلات الأفعال» لأبي جعفر اللبلي (ت691هـ)
لما رآه من تطويله في الأفعال وضبط مضارعها مما بابه المبسوطات من كتب اللغة،
وكان الأولى به تحرير المقيس والاكتفاء به، فعلق على الكتاب بما رأى أنه مغن عن هذا التطويل،
ومما هو محتاج إليه، وذلك بترتيب بديع لم يسبق إليه.
وقد وقفت من ثلاثة أشهر تقريبًا على خروج هذه الرسالة، إلا أنني رأيت إدراجها هنا ضمن تراث ابن هشام لعدة أمور،
منها: ما رأيته من إخراجها ضمن تراث ابن هشام مجمعًا،
ومنها ما ذكرته من دلائل وقرائن تثبت نسبتها لابن هشام وهي سبع دلائل،
ومنها أن قراءتي للنص اختلفت في بعض المواضع القليلة،
ومنها ما صححته من أن هذا النص منقول من خط ابن هشام بعد وفاته لا في حياته، وأن التاريخ المذكور هو تاريخ كتابة ابن هشام،
ومنها السقط الذي حدث في ثلاثة مواضع، والتحريف الواقع في أربعة مواضع، ومنها تصحيح كلمة غير واضحة في الأصل،
فغفر الله لي وله، وأظلنا يوم لا ظل إلا ظله.
وكتب أبو الشفاء إسماعيل بن أحمد حامد
عدد الصفحات: 226
سنة النشر: 2025
المراجعات
لا توجد مراجعات حتى الآن.