حجاج المشركين في سورة الأنعام
تأليف: هشام صدقي الإبراشي
من الرواسخ في صدور المؤمنين عظمة الوحي، لما اشتمل عليه من المعارف والعلوم والهدى،
ولما فيه من البينات والبراهين القطعية وما يُبيِّن الحقَ من الباطل، فتزول به أمراض الشُّبه المفسدة للعلم والتصور والإدراك،
بحيث تُرى الأشياءُ على ما هي عليه، وليس تحت أديم السماء كتاب متضمن للبراهين والآيات على المطالب العالية -من التوحيد، وإثبات الصفات،
وإثبات المعاد، والنبوّات، ورد النِّحَل الباطلة والآراء الفاسدة- مثل القرآن؛
فإنه كفيل بذلك كله، متضمن له على أتمّ الوجوه وأحسنها، وأقربها إلى العقول، وأفصحها بيانًا، فهو الشفاء على الحقيقة من أدواء الشبه والشكوك، ولكن ذلك موقوف على فهمه ومعرفة المراد منه،
ولن تجد كتابًا جمع أدلة الأنبياء وحججهم وطرق استدلالهم أفضل من هذا الوحي الذي بين أيدي المسلمين.
وسورة الأنعام مشتملة على قدر عظيم من أبواب حجاج المشركين (عباد الأصنام والأوثان) وجدالهم وجواب شبهاتهم، والإلزامات المنطيقة
لدحض فساد تصوراتهم وفلسفاتهم عن الله والأنبياء والمعاد والغيبيات والشرائع المخترعة من عنديات آلهتهم ،
ومن ثم كانت هذه الدراسة التي بعنوان ” حجاج المشركين في سورة الأنعام “
تجمع للقارئ ما اشتملت عليه تلك السورة الكريمة من هذا الباب من أبوب الهدى والعلم .
وكل راغب في الهدى أو متصدر لهداية ودعوة عباد الأوثان في العالم
هو بحاجة إلى تلك الدراسة لتفتح له أفق الإلزامات العقلية للمناوئيين للتوحيد وخصوم الأنبياء.
ولا يخفى على دعاة الهدى أن جمهرة كبيرة من العالم المعاصر لا يزالون على الوثنية وعبادة الأوثان وأشباهها
حيث يبلغ عدد هذا النوع من المشركين في دنيا الله اليوم قرابة أربعة مليارات إنسان
يرزحون في تلك الضلالة التي جاء الأنبياء لاستئصالها من صدور العالمين.
عدد الصفحات: 428
سنة النشر: 2022
المراجعات
لا توجد مراجعات حتى الآن.