قناديل الصلاة: مشاهدات في منازل الجمال
المؤلف: فريد الأنصاري
دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع
عدد الصفحات: 165 صفحة
رحلة تؤنسك فيها «قناديل الصلاة» بأنوارها المشعة من الأذان إلى تكبيرة الإحرام إلى الفاتحة إلى الركوع والسجود.
هنا يا صاحِ! تحت شلالات الصلاة تستطيع أن تتخلص من أدوائك،
وعبر بوابتها تستطيع أن تخرج من كهف ذاتك إلى عالم الخير والجمال وفضائه الفسيح.
أن تفتح محراب الصلاة، يعني أنك تبحر إلى مقامات النور تحت أشرعة السلام،
عبر رياضة الأنبياء والصديقين.. حيث تفيض الروح ببهائها على سائر أعضاء البدن،
فتوقد بين الجوانح قناديل تملأ القلب سكينة ومواجيد ذات هالات من نور تسري بك إلى مقام الجوار الأعلى لدى الملك العظيم،
حيث تهبُّ عليك ألطاف السلام الندية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
وتعود إلى وطن التراب أطهر ما تكون وأقوى على اختراق عاصفات الظلام!
فما زال بين جوانحك نور علوي، لا يفتأ يستمد زيته من مشكاة الله، عن كل مطلع جديد من المطالع الخمسة،
في مدار الكوكب الدري، فإذا شئت الإدلاج إلى محبوبك فاركب معنا «قناديل الصلاة».
يتحدث الكاتب عن الصلاة وما يتعلق بها ، مفصّلاً في ذلك الكثير ، برفقة لطائف هنا وهناك لكن بما يصب في هذه الفريضة.
خواطري :
تترك كل ما يرهقك خلفك ، تتوجه لمحرابك مشتهياً بضعاً من سكينة ، تومض القنديل ، فإذا بالنور يحيطك ،
الصلاة تمحي شوائب القلب ليبصر ، تتلقف ما فيه من أدران لتطهره ، لتعلن إشراقه من جديد ،
بالصلاة تعيد شحن نفسك لتواجه الحياة بروح متجددة .
يأخذنا الكاتب بأسلوبه الفياض لقباب التعبد بعد إسباغ وضوء ، نرفع أكفنا ويعلو صوتنا ب ” الله أكبر ” ،
لتكون هذه العبارة السور الفاصل بين شرود العقل ، واطمئنان الروح ،
تبدأ بالفاتحة (وقد أبدع الكاتب في تجديفه بين لطائفها) ، ثم تكمل في محراب تعبدك .
الصلاة مائدة الرحمن -كما وصفها الكاتب- ، نغنم بها بهاء الوصل عند عتبات الحيّ القيّوم ،
مُشاهدات تخطف الأنفاس تُقرّ في نفسك بهجات هذه العبادة.
برحلتي مع الكتاب أدركت أن كل حركة في الصلاة تحوي شلال نور لا ينطفئ ،
مهما غرفت منه لن ينتهي بل يتجدد في كل مرة ، كيف لا وأنت في ضيافة من يملك خزائن السماوات والأرض .
الاقتباسات :
-كوثر انثيالات رقراق ، تغوص فيه الروح دون تردد ،
لتتطهر من كل أدران الطين الذي أضحى يكبل أرواح أبناء الصحوة وغيرهم من المسلمين ، الذين استغفلتهم دنيا الكدح ؛
فقتلت فيهم لحظات الصفاء والإشراق التي تمكن الإنسان من كشف الزغل المخاتل ،
واجتناب جحيم الضياع الذي لا ينتهي .
-إن الندم وحده لا يكفي لتصحيح مسار التاريخ ، افتح بوابة ربيع جديد؛ لترى جمال الخمائل التي حرمتها في زمن التيه ،
تتشكل دوالي أمل ، ومقامات أنس.
-وفاتحة القرآن إبحار في مقام التجريد والتفريد ، تضع عنك أشكال البهتان ، وألوان الكذب، وتذوب أغلفة الأوهام ،
وتمحي الأماني المستحيلة في نظرة الحق إلى ذاتك .
-فالهدي هو النور العاصم من الشرود في التيه ؛ الواقي من الانحراف الضاري بعيداً عن منازل (إياك نعبد وإياك نستعين) ،
فأهل العبادة والاستعانة بالله هم المنعم عليهم دون سواهم ، وهم الذين شاهدوا شعاع النور فالتزموه ، وساروا على هداه ،
وتلك أهم النعم ، وذاك هو الصراط المستقيم الذي زاغ عنه من عرف الحق وعمل بخلافه علوّاً واستكبارا؛
فغضب الله عليه ، ومن جهل الحق ولم يهتد إليه ؛ بما غلب عليه من هوى ؛ فضل ضلالاً بعيداً.
-كان سجودك رحلة إلى الله ، يخشع فيها الغصن بوضع هامته على التراب ، ويخفق فيها القلب محلقاً إلى المقام العالي ،
مخلفاً وراءه ركام الألقاب والأحزاب ، ومعار المال والأعمال ، مما يدلى به إلى الحكام ، وإلى رموز الآثام ،
حينها كان الغصن هادئاً وساكناً منحيناً فوق الثرى ، وموجهاً كل أطرافه نحو القبلة ،باب العروج إلى الرحمن ،
متبعا أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى الله ، فهو أعبد المتقين ودليل السالكين.
-تلك الصلاة .. رياضة الأنبياء والصالحين ، ومن اقتفى آثارهم من السالكين ، رياضة تعمر القلب والجوارح بالحب والعافية والسلام .
-الإنسان .. هذا الجرم الكوني الصغير ، كان المفروض فيه أن يدور بفلكه كسائر الأجرام السيارة في الكون طوعاً لا كرها ..
ولكن ؛ لو كان يدري! إن هذه الآية العظيمة تضع الإنسان في مداره الطبيعي ؛ ليسلك سبيله إلى ربه ذللا..
-ألا ما أحوجك الساعة يا سالك إلى لحظة وصال ، تستمد منها القوة لخوض غمار الحياة!لحظة من تجليات الملك اللطيف ،
على فؤادك الضعيف!فغداة واحدة تضرب في عمق اللهب والدخان ، كافية لإتلاف ما رشح من أنداء الفجر على أوراق غصنك العابد!
فيا صاح عد إلى مولاك! إن أقواس السعادة قناديل تشرق من آفاقها ربيعاً لا يفنى أبدا .
-مطالعك الخمسة يا عبد هي ينبوع النور الممتد في طريقك يوم القيامة ، وإنه ليخشى عليك أن لا تتم رسومها ،
أو تتخلف عن بعض مواعيدها ، فامدد مشكاتها بزيت الليل الصافي ؛ تهجدا ! عسى ألا يخبو نورك في ظلمات القبر ،
ولا يحترق ربيعك بخريف الحساب الرهيب ! فزود مضابيح القلب بناشئة الليل نافلة لك !
-هذا دينكم أيها المسلمون دين التوافق والجماعة ، وإن الجماعة كمال الدين وجماله
كتب أبو بكر القاضي
أول مرة رأيت فيها كتابا للدكتور فريد اﻷنصاري رحمه الله كان في شهر 6 من عام 2009 قبل موته بأربع شهور
وكان كتاب”قناديل الصلاة” وكان طلبا من اﻷخ صاحب المكتبة أن أقرأه ﻷنظر من هذا المؤلف..!
قرأت الكتاب وكانت مفاجأة لي هذا اﻷسلوب اﻷدبي الرقراق الجذاب الذي لم يعتمد فيه المؤلف إﻻ على النصوص واﻷحاديث الصحيحة
(وليست علي عادة اﻷدباء ذوي الخلفية الشرعية الضحلة) فعلمت أن وراء ذلك الرجل سرا لعمق كلماته وصدق نبرته..
فأتيت بكتبه كلها وقرأتها عن بكرة أبيها
المجلدات ﻻسيما مجالس القرآن الثلاثة ومشروعه المتكامل في (الفطرية)
والفقه المقاصدي الواضح في رسالة الماجستير (المصطلح اﻷصولي عند الشاطبي)
و الروايات(آخر الفرسان،عودة الفرسان،كشف المحجوب)
وجمال أدبه في (جمالية الدين)وديوان الشعر (ديوان القصائد)
والرسائل الصغيرة
” هذه رساﻻت القرآن””بلاغ الرسالة القرآنية””الفجور السياسي””اﻷخطاء الستة للحركة اﻹسلامية بالمغرب”
“البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي نحو بيان قرآني للدعوة”
ومقاله اﻷخير “رجال ﻻ كأي رجال”
وسمعت له أكثر من 300 ثلاثمائة محاضرة..
سلاسل “منازل اﻹيمان””بصائر””دروس متنوعة””مقاصد الحج التربوية””مقاصد الذكر””مجالس شهر رمضان”
(تطلب من موقع الفطرية موقعه الخاص، وكتبه من دار السلام المصرية ودار النيل التركية)
الرجل مرتبط بالقرآن والسنة وكأنه قد خلطا بشحمه ولحمه.. فحل في لغته.. أديب وروائي وشاعر..
عميق في تأصيله واستنباطه ومعاصرته..عملاق في ثقافته..أكاديمي في تأليفه ومرتب وأفكاره مركزة.
.مبدع في طرحه..رباني في خطابه..مستنير وجهه..رشيقة عباراته..تربوي رائع..وفقيه أصولي..
سلفي قح..شديد على أهل البدع ..واضح في منهجه..
لو عاش لكان آية ولكن قدر الله ماشاء فعل
لم ينتشر ذكره في حياته وإنما بعد موته اشتهر وطار ذكره في كل مطار
توفي بعد بلوغ تسعة وأربعين عاما..تنبه في آخر تسع سنوات لقضية القرآن وتدبره ومحوريته في العمل اﻹسلامي..
يعتبر د.فريد مرحلة ومحطة هامة في طريق متدبر القرآن فإنه صانع بصمة ﻻ تخفي في هذا الشأن
يحتاج لدراسات جادة لأدبياته ومنهجه في التدبر واﻹصلاح بمنظور عام
نسأل الله أن يعلي ذكره ويجعل له لسان الصدق باﻵخرين وأن يتغمده بمغفرته ورحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كتبت نورة محمد
كتيب لطيف، يحسن بك أن تغسل به قلبك، وتذكر به نفسك، إذ لا لقاء يعدل أهميةً ولا عدداً لقاءك مع ربك،
هذا اللقاء اليومي المتكرر، ومع ذلك قل لي بالله عليك كم كتابا قرأت ليؤهلك له؟
هذا الذي كانت تصفر له وجوه، وترتعد له فرائص
بعض أصحاب رسول الله خشية وطمعا وحبا..بعد هذه الرحلة الروحية الفريدة، في مشاهد الجمال والجلال، وبين وهج عوالم النور،
هذا الذي كانت تصفر له وجوه، وترتعد له فرائص
بعض أصحاب رسول الله خشية وطمعا وحبا..بعد هذه الرحلة الروحية الفريدة، في مشاهد الجمال والجلال، وبين وهج عوالم النور،
يتبين لك لم كان يقولها حبيبي ويرددها: “وجعلت قرة عيني في الصلاة”.
المراجعات
لا توجد مراجعات حتى الآن.