كتاب الموطأ رواية بن بكير2/1
تأليف: إِمَامِ دَارِ الهِجرَةِ، أَبِي عَبدِ اللهِ مَالِكِ بنِ أَنَسِ بنِ أَبِي عَامِرٍ الأَصبَحِيِّ
رواية الحَافِظِ، أَبِي زَكَرِيَّا يَحيَى بنِ عَبدِ اللهِ بنِ بُكَيرٍ القُرَشِيِّ،
تحقيق : إسلام صلاح الكفافي
كتاب المؤطأ٢/١ رواية بن بكير
هُوَ أَوَّلُ كِتَابِ حَدِيثٍ وَصَلَ إِلَينَا كَامِلًا وَمُرَتَّبًا عَلَى أَبوَابِ العِلمِ، وَقَد وَضَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ القَبُولَ فِي نُفُوسِ النَّاسِ،
وَهُوَ مِن أَجَلِّ الكُتُبِ الَّتِي صُنِّفَت فِي عَصرِ الإِمَامِ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللهُ، وَأَعَمِّهَا نَفعًا،
فَهُوَ الأَوَّلُ تَصنِيفاً عَلَى الأَبوَابِ الفِقهِيَّةِ، وَلَا يُوجَدُ الآنَ كِتَابٌ فِي الفِقهِ أَقوَى مِنهُ، لِأَنَّ الكُتُبَ تَتَفَاضَلُ فِيمَا بَينَهَا،
إِمَّا مِن جِهَةِ فَضلِ المُصَنِّفِ، أَو مِن جِهَةِ التِزَامِ الصِّحَةِ، أَو مِن جِهَةِ شُهرَةِ الأَحَادِيثِ، أَو مِن جِهَةِ القَبُولِ لَهَا مِن عَامَّةِ المُسلِمِينَ،
أَو مِن جِهَةِ حُسنِ التَّرتِيبِ وَاستِيعَابِ المَقَاصِدِ المُهِمَّةِ أَو نَحوِهَا،
وَهذِهِ الأُمُورُ كُلُّهَا مَوجُودَةٌ فِي «كِتَابِ المُوَطَّأ» عَلَى وَجهِ الكَمَالِ بِالنِّسبَةِ إِلَى جَمِيعِ الكُتُبِ المَوجُودَةِ عَلَى وَجهِ الأَرضِ الآنَ،
فَلِهَذَا عَكَفَ النَّاسُ عَلَيهِ، وَسَارُوا بِسَيرِهِ.
وَهُوَ أَيضًا يَشتَمِلُ عَلَى جُملَةٍ مِنَ الأَحَادِيثِ المَرفُوعَةِ، وَالآثَارِ المَوقُوفَةِ مِن كَلَامِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ،
ثُمَّ هُوَ أَيضًا يَتَضَمَّنُ جُملَةً مِن اجتِهَادَاتِ الإِمَامِ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللهُ، وَاستِنبَاطَاتِهِ وَفَتَاوَاهُ.
فَهَذَا «كِتَابُ المُوَطَّأ» رِوَايَة الحَافِظِ، أَبِي زَكَرِيَّا يَحيَى بنِ عَبدِ اللهِ بنِ بُكَيرٍ القُرَشِيِّ، المَخزُومِيِّ مَولَاهُم، المِصرِيِّ –
أُقَدِّمُهُ لِلقَارِئِ فِي ثَوبٍ قَشِيبٍ، وَحُلَّةٍ رَائِقَةٍ، أَقرَب مَا يَكُونُ إِلَى مَا تَرَكَهُ عَلَيهِ مُصَنِّفُهُ رَحِمَهُ اللهُ.
رُوِيَ عَنهُ مِن طَرِيقِ بَقِيِّ بنِ مَخلَدٍ وَغَيرِهِ، أَنَّهُ سَمِعَ «كِتَابَ المُوَطَّأ» مِنَ الإِمَامِ مَالِكٍ سَبعَ عَشرَةَ مَرَّةً، وَأَنَّ بَعضَهَا بِقِرَاءَةِ الإِمَامِ مَالِكٍ
قَالَ عَنهُ الذَّهَبِيُّ
كَانَ غَزِيرَ العِلمِ، عَارِفًا بِالحَدِيثِ وَأَيَّامِ النَّاسِ، بَصِيرًا بِالفَتوَى، صَادِقًا، دَيِّنًا، وَمَا أَدرِي مَا لَاحَ لِلنَّسَائِيِّ مِنهُ حَتَّى ضَعَّفَهُ،
وَهَذَا جَرحٌ مَردُودٌ، فَقَدِ احتَجَّ بِهِ الشَّيخَانُ، وَمَا عَلِمتُ لَهُ حَدِيثًا مُنكَرًا حَتَّى أُورِدَهُ.
ثُمَّ قَالَ: وَلَم يَقبَلِ النَّاسُ مِنَ النَّسَائِيِّ إِطلَاقَ هَذِهِ العبَارَةِ فِي هَذَا، كَمَا لَم يَقبَلُوا مِنهُ ذَلِكَ فِي أَحمَدَ بنِ صَالِحٍ المِصرِيِّ.
وَقَدِ استَدرَكتُ فِيهِ عَلَى المَطبُوعِ جُملَةً كَبِيرَةً مِنَ الأَخطَاءِ، وَبَيَّنتُ جُزءً مِنهَا فِي مُقَدِّمَةِ الكِتَابِ
عدد الصفحات: 1400
سنة النشر: 2024
المراجعات
لا توجد مراجعات حتى الآن.