0 Days
0 Hours
0 Mins
0 Secs
تخفيض 15% بمناسبة الإفتتاح
من فضلك قم بتفعيل المقارنة.

مروءة العلم

مروءة العلم

تأليف :د/ محمد إبراهيم الحمد

مكتبة دار ابن الجوزي

مجلد 228 صفحه

الطبعة الأولى 1445هـ -2024 م

في الأوراق المالية

فئات:

مروءة العلم

تأليف :د/ محمد إبراهيم الحمد

مكتبة دار ابن الجوزي

مجلد 228 صفحه

الطبعة الأولى 1445هـ -2024 م

فإن المروءات مِمَّا اتفقت عليه الأمم، وتواضعت عليه شرائع الأنبياء؛ فالناس قد يختلفون في تشريعاتهم، وفي سياساتهم، وفي شتى أحوالهم .

ولكنهم يتفقون على المروءات ؛ إذ هي محل إجماع، ومحبذة عند الناس جميعا ؛ لكونها من المشترك المتفق عليه .

وإن لدى كلِّ أُمَّةٍ من الأمم رصيدا من ذلك؛ فكل أُمَّة تفاخر بمروءاتها ، وإن كانت تتفاوت بمقدار أخذها بتلك المروءات .

ولو بحثنا – عَلَى سبيل المثال في النقوش والبَرْدِيَّات عند الكلدانيين والآشوريين واليونانيين وقدماء المصريين وغيرهم لرأينا مصداق ذلك من

تمدحهم بالعدل والإحسان وما جرى مجرى ذلك من المروءات . ولا ريب أن لأُمَّة العرب القدْحَ المُعلى ،

والنصيب الأوفى من هذا الأمر؛ إذ هي أُمَّة اختارها الله جل ثناؤه – واصطفاها ؛ ليكون فيها ومنها النَّبِيُّ – الخاتم صلى الله عليه وسلم .

فعند أُمة العرب من المكارم والأخلاق والمروءات مـا هـو مـثـار الإعجاب، والإكبار ،

حَتَّى جاء الإسلام ؛ ليتمم صالح الأخلاق ومكارمها، وليهذب حواشيها ؛ لتستقيم عَلَى الطريقة المُثلى .

والله لا أخبر عن هذه الأمة أنها أمة مباركة، وأنها خير أُمة أخرجت للناس، وهذه البركة والخيرية عامة في العلم، وفي العمل،

وفي الخُلُق وفي جميع ما يأتون وما يذرون في ما هو موافق لشريعة الإسلام .

ولو استعرض أحدٌ تاريخ أُمَّةِ الإسلام وعظمائها لوجد مَعْلَمَ المروءات

واضحًا لائحا .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فكل من استقرأ أحوال العالم وجد المسلمين أحدَّ وأسدَّ عقلا ،

وأنهم ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال أضعاف ما يناله غيرهم في قرون وأجيال .

وقال في موضع آخر :

فهدى الله الناس ببركة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به من البينات والهدى هدايةً جلت عن وصف الواصفين،

وفاقت معرفة العارفين، حتى حصل لأمته المؤمنين عموما ، ولأهل العلم منهم خصوصا من العلم النافع، والعمل الصالح،

والأخلاق العظيمة، والسنن المستقيمة ما لو جُمِعَتْ حكمة سائر الأمم علمًا وعملاً ، الخالصة من كلِّ شوبِ إلى الحكمة التي بعث بها –

لتَفَاوَتا تَفَاوُتًا يمنع معرفةَ قَدْرِ النسبة بينهما ؛ فلله الحمد كما يحب ربنا ويرضى ، ودلائل هذا وشواهده ليس هذا موضعها انتهى كلامه .

ولا ريب أن مروءات الأسلاف نبراس ذخرٍ، وسبيل للتأسي، وربط للحاضر بالماضي.

ولكن الاقتصار عَلَى أمجادهم السالفة لا يغني فتيلا ولا قطميرا :

إذا مـا الـحـي عـاش بِعَظْمِ مَـيْـتِ فذاك الميت حي وهو مَيْتُ

بل ينبغي أن يكون لكل نصيبه من ذلك المجد كما قال الحكيم :

لسنا وإن شَرفَتْ أوائلُنا يومًا عَلَى الأحساب نَتَّكِل

نَبْني كَمَا كَانَت أوائلـنا تبني ونفعل مثل ما فعلوا

وما من ريب أن الكلام على المروءة عموما يطول، ولا يكاد ينتهي، وما في هذه الصفحات ألصق بمروءة العلم،

ولعله يكون كالمقدمة والتوطئة لكتاب موسع سيصدر قريبا – بإذن الله – بعنوان (فقه المروءات)

إذ فيه تفصيل لمفهوم المروءة، ومقوماتها ، وتفاريقها ، وما جرى مجرى ذلك .

هذا وسيكون الحديث ههنا من خلال إحدى عشرة مسألة يطول بعضها، ويقصر بعضها الآخر بحسب ما يقتضيه المقام ،

وهي كما يلي : المسألة الأولى : مفهوم كلمة المروءة، وحَدُّها

المسألة الثانية : المروءة قدر مشترك

المسألة الثالثة : حلاوة الكلام في المروءة، وصعوبته

المسألة الرابعة : المروءة جمال العلم

المسألة الخامسة : التفاوت في المروءة

المسألة السادسة : أهمية المروءة

المسألة السابعة : تحليل وشرح لتعريفات المروءة وتفاريقها

المسألة الثامنة : مقومات المروءة

المسألة التاسعة : فضائل المروءة

المسألة العاشرة : المروءة بين الخُلُق والتَّخلُّق

المسألة الحادية عشرة : التربية على المروءة فإلى تفصيل ذلك والله المستعان وعليه التكلان.

محمد بن إبراهيم الحمد

١٠ / ١ / ١٤٤٥هـ

جامعة القصيم – كلية الشريعة والدراسات الإسلامية – قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة

المراجعات

لا توجد مراجعات حتى الآن.

كن أول من يراجع “مروءة العلم”

لن يُنشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلَّمة.

كتب أخري ذات صلة