ما لم يقله ابن خلدون:
قانون الفراغ في تفسير قيام الدول والجماعات وانهيارها
تأليف: كمال القصير
مدارات للأبحاث والنشر
سنة النشر :٢٠٢٤م،
عدد الصفحات ٣١٩ صفحة.
..
لم يُوظِّف ابن خلدون نظريته في «العصبية» بشكل واضح في ثنايا كتابه في التاريخ،
العبر وديوان المبتدأ والخبر، لكنه بسط عناصرها في مقدمته الشهيرة.
أما المثقف العربي فقد فاته منذ تعرَّف على ابن خلدون،
أن يستثمر أفكار هذا المفكر العملي في الواقع الميداني وفق منهج يستنزلها به على أحداث التاريخ وتحولات الحاضر، بعيدًا عن التجريد.
يُعالج هذا الكتاب الوجه الآخر لـ «قانون العصبية»،
وهو ما سمَّاه «قانون الفراغ»، الذي يبحث في العلل الخفية، غير المادية، وراء عملية قيام الدول والجماعات وانهيارها؛
فينظِّر له ويُتبع هذا التنظير دراسات حالة -على امتداد فصول الكتاب- في تاريخ الإسلام واتساع رقعة دوله شرقًا وغربًا
إلى سقوط الدولة العثمانية.
وذلك بهدف الانتقال بصرح ابن خلدون إلى حقل التنظير العملي لاستيعاب تحولات الماضي والحاضر واستشراف المستقبل.
قال أحمد عبدالفتاح
ما زال ابن خلدون يملئ الدنيا ويشغل الناس، وفي هذا الكتاب يحاول المفكر المغربي الدكتور كمال القصير،
التنظير لما يمكن عدّه الوجه الآخر لـ «نظرية العصبية» الشهيرة لابن خلدون، وهو ما يسميه المؤلف «قانون الفراغ»؛
إذ لا تنشأ الدول والجماعات الجديدة إلا في فراغ بعد انتهاء الأدوار التاريخية التي تلعبها الدول والجماعات
التي سبقتها من أداء وظيفتها التاريخية، وانقلاب أحوالها على ما يعرف قراء ابن خلدون.
ما هو الفراغ؟
إنه «حالة الاستثناء» التي نظّر جورجو أغامبين لصورتها القانونية، في صورتها الواقعية؛
فراغ الزمان والمكان من السيادة، أو بالأحرى «السيادة صاحبة الشرعية» أو تشاطر السيادات وسيادة منطق «التوحش» بين كيانات عدة،
كما نرى حولنا في العراق وسوريا والسودان واليمن وليبيا ومالي وغيرها.
هذا ما يتناوله المؤلف بالشرح في الفصل الأخير من الكتاب الذي خصصه لفراغ خارطة العرب في القرن الأخير،
على أنه يعود في الفصل الأول إلى نظرية العصبية الخلدونية الشهيرة محلّلًا لها، ومستولدًا إياها قانونه في مسألة الفراغ.
ثم ينتقل سريعًا بأثر من الجانب العملي الغالب على الفلسفة الخلدونية
إلى تطبيق نظريته على حالات تاريخية بعينها في الفصول التالية،
بداية من نشوء الإسلام ودولة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين في فراغ شبه الجزيرة،
وصولًا إلى صعود الحركة الوهابية في فراغ شبه الجزيرة أيضًا خلال القرون الأخيرة على حساب التراجع العثماني،
مارًّا في طريقه على تاريخ مشاريع الدولة في الغرب الإسلامي.
والدكتور كمال القصير أكاديمي ومفكر مغربي، يشتمل تكوينه العلمي على جانبي المعرفة الشرعية والاجتماعية المعاصرة،
وقد راقتني فكرة الكتاب بشدة لمّا تفضّل بعرضه عليّ،
ثم تيقنت من جدية الفكرة، وجودة حجج الكتاب مع الاطلاع عليه،
وقد قرّظ الكتاب المحقق الكبير الدكتور أيمن فؤاد سيد، وكذلك أستاذنا الدكتور محمد سليم العوّا.
وأتمنى أن ينال حظه من الاطلاع والقراءة الجادة والنقد.
**
د.كمال القصير:
– أكاديمي ومفكر مغربي.
– له مؤلفات وكتابات عديدة في حقول التاريخ والدين والاجتماع.
– مما صدر له:
«تهافت الفلاسفة: أوهام صراع المفاهيم»،
«الاختلاف السياسي في نموذج الخلافة الراشدة: قراءة جديدة في مشكلات قديمة»،
وغيرها.
..
قالوا عن الكتاب:
«تنبَّه الدكتور كمال القصير إلى دور «قانون الفراغ»، الوجه الآخر لقانون العصبية،
أو العلَّة الخفية لكثير من التحولات التي تمسُّ الدول والجماعات. وهكذا فإن كتاب مالم يقُله ابن خلدون
يعدُّ إضافة مهمة لنظرية ابن خلدون في العمران البشري،
واستدراكًا يتتبَّع المستجدات التي أوجدتها مناطق الفراغ الحديثة، و«ذيلًا» على مقدمة ابن خلدون الشهيرة».
د. أيمن فؤاد سيِّد
«إن رؤيتي لعملك القيِّم أنه إضافة مهمة، شارحة على نحو جديد لما قدَّمه ابن خلدون.
فهو ذيل أو حاشية على المقدمة، وتعقُّب لها، بقدر ما هو بناء عليها.
هذا العمل جهد منشئ، يملأ الفراغ الذي صمد أمام الباحثين أكثر من ستة قرون.
حيث يكشف «قانون الفراغ» الوجه الآخر لـ «قانون العصبية»، الذي عرفه وأَلِفهُ قرَّاء ابن خلدون».
د. محمد سليم العوَّا
**
المراجعات
لا توجد مراجعات حتى الآن.